إنَّ اللّهَ جلَّ وعلا خلقَ الخلقَ ليعبدوهُ، ويفردوه بالتّوحيدِ، ولم يتركهم يتخبّطون في طرقٍ يضلّونَ بها طريقَ الحقِّ، بل أرسلَ إليهم الرّسلَ والأنبياءَ مبشرينَ ومنذرينَ، ليُخرجوهم من ظلماتِ الشركِ إلى نورِ التّوحيدِ، وليكونَ في اتّباعهم لهم هدايةً لسبلِ الصّلاحِ ومعرفةِ صحيحِ الدّينِ، فعملَ الكاتبُ في كتابهِ على جمعِ تأمّلاتٍ وفوائدٍ من الآياتِ التّي ذُكرَ فيها أنبياءُ اللّهِ ابراهيمَ وموسى عليهما السّلامُ، واعتنى فيها بالمنهجِ الإصلاحيِّ للأنبياءِ، وبيانِ السُّننِ الإلهيّةِ المتعلّقةِ بنصرةِ دي ...