تبرز أهمية الكتاب في كونه يقدِّم نقدًا أصيلًا عبر سلاح معترَف به عند المدارس الكلامية والجدلية، وهو مسلك الإلزام، فهو لا يقتصر على الدفاع الضمني عن معتقد السلف الصالح، بل ينقد أصول المخالف الكلامية -وهي شبهات في الحقيقة وليس أصولًا معتبرة-، ويبيِّن خواءها. وهذا جارٍ على جميع الطوائف المخالفةِ للحقّ؛ كالخوارج والمعتزلة والمرجئة والأشاعرة والرافضة وغيرها، فإنه يلزمهم نظير ما فرّوا منه أو أشدُّ، وذلك على قدر ما تقلَّدوه من الباطل وجانبوا فيه الكتاب والسنة، وقد قال الله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِن ...