يعد من أجل التفاسير التي عرفت وأكثرها قبولا لدى العامة والخاصة لقرب معانيه وأسلوبه المميز وعباراته الجزلة، ويتميز بتحقيقه ومقابلته على أكثر من ٢٠ نسخة خطية، وأحاديثه مخرجة، وبه تعليقات نافعة ومفيدة.
وهو من أشهر الكتب المختصة بعلم تفسير القرآن الكريم عند أهل السنة والجماعة، ويعده البعض المرجعَ الأول للتفسير بالمأثور؛حيث يذكر الآية من القرآن، ثم يسرد أقوال الصحابة والتابعين في تفسيرها بأسانيدها، واعتنىٰ به العلماء والباحثون كثيرًا. لقد أوضح الطبري أن مقصوده من تفسير القرآن الكريم هو تبيين الوجوه المحتملة للآيات، واستقصاء هذه الوجوه فقال: «إذ كان الذي قصدنا له في كتابنا هذا البيان عن وجوه تأويل آي القرآن دون وجوه قراءتها» وكان منهجه في استقصاء الوجوه المحتملة للآيات يعتمد على التفسير بالمأثور بالأساس، ثم القراءات فاهتم بالقراءات القرآنية، وكان له اعتناء بعرض وجوه اللغة، فضلاً عن آرائه الفقهية واجتهاداته التي أودعها في التفسير قال ابن تيمية:«وأما التفاسير التي في أيدي الناس: فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري؛ فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة » قال النووي في ترجمته للطبري: «وله كتاب التاريخ المشهور وكتاب في التفسير لم يصنف أحدٌ مثله.»