إذا كان علماء اللغة يقولون إن الفقه هو الفهم، فإن فقه الشريعة أخص من ذلك وأدق كما بيَّن ذلك السادة الفقهاء. ولذا فإن الواجب على من أراد الكلام في الفقه أن يفهم كلام الفقهاء على مرادهم به أولاً قبل أن يبني على كلامهم من أحكام النوازل والفتاوى والمستجدات ما لعله يكون مخالفًا لمرادهم ومعاني كلامهم. ففهمُ كلام أهل العلم بعد التثبت منه أول مرحلة من مراحل كثيرة، ومتى أخطأ المرء المرحلة الأولى فإن الطريق سيجور به حتى يطرحه مطرحًا بعيدًا، مهما كان حجم معلوماته وتصوراته.
وفي هذا المجموع ثلاثة ...